الأربعاء، 29 فبراير 2012

من هم اليهود للمسيري ؟


من هم اليهود؟ وما هي اليهودية؟: أسئلة الهوية وأزمة الدولة اليهودية
تدّعي الدولة الصهيونية أنها دولة يهودية أسسها الصهاينة كي تكون الإطار الذي يمكن لليهود أن يحققوا من خلاله هويتهم الدينية والإثنية (أي الثقافية). ويزعم الصهاينة أن هذه الهوية هوية عالمية تضم كل اليهود، في كل زمان ومكان. وانطلاقاً من هذا التصور، تطلب الدولة الصهيونية من اليهود العودة إليها على أحسن تقدير، أو إلى الالتفاف حولها ودعمها في أسوأه. وباسم هذه الهوية اليهودية المزعومة تقوم الدولة الصهيونية بضم الأراضي وطرد أصحابها. ولذا فقضية تعريف الهوية اليهودية ومن هو اليهودي ليست قضية دينية أو سياسة وحسب، بل قضيه مصيرية تنصرف إلى رؤية العالم والذات، وإلى الأساس الذي يستند إليه تضامن المجتمع الصهيوني وإلى مصادر شرعيته. وتنقسم هذه الدراسة إلي ثلاثة أبواب. فحاول الدكتور المسيرى في الباب الأول ("تنوع الهويات اليهودية") أن يقوم بتفكيك مفهوم "الوحدة اليهودية العالمية"، والذي يتفرع عنه مفهوم "الهوية اليهودية الواحدة العالمية"، وذلك عن طريق استعراض السمات المختلفة والمتنوعة والمتناقضة لعشرات الجماعات اليهودية الرئيسية ( مثل السفارد والإشكناز) والهامشية (مثل يهود الهند والصين والقوقاز والدونمة)، ويبيّن مدي عدم تجانسها علي كلٍ من المستوي الإثني (الثقافي والحضاري) والمستوي الديني. كما حاول أن يبيّن في نفس الباب أن الهويات اليهودية لها تاريخ، وأنها تظهر تحت ظروف تاريخية وجغرافية واجتماعية معينة وتختفي تحت ظروف أخري، أي أن الهوية اليهودية ليست عالمية ولا واحدة ولا توجد خارج الزمان والمكان. وكل هذا جزء من محاولة تفكيك المفهوم الصهيوني الخاص بالشعب اليهودي الواحد والهوية اليهودية الواحدة، وتوضيح أنه لا علاقة له بواقع الجماعات اليهودية في العالم. وقد حاول الدكتور المسيرى في الباب الثاني أن يبيّن من خلال دراسة "تواريخ وثقافات وفنون الجماعات اليهودية" (وهذا هو عنوان الباب) مدي عدم تجانس الجماعات اليهودية في العالم، وأن كل جماعة لا تستمد خطابها الحضاري (وثقافتها وفنونها) من ثقافة يهودية عالمية، وإنما من المجتمع الذي تعيش في كنفه. أما الباب الثالث والأخير ("سؤال الهوية و أزمة المجتمع الصهيوني") فقد حاول أن يبيّن كيف أن التناقض بين الرؤية الصهيونية لما يسمي الهوية اليهودية و واقع الجماعات اليهودية، في تنوع هوياتها وتواريخها، أدي إلي طرح السؤال الذي يزلزل الكيان الصهيوني من آونة إلي أخري، والذي لم تجد الدولة اليهودية أي إجابة عليه حتى الوقت الحاضر وهو سؤال: من هو اليهودي؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق